الخميس، 21 أبريل 2011

لطفي بوشناق: أتحدى من يقول إني نطقت يوما إسم بن علي أو «طبلت» للتجمع

 لطفي بوشناق
يعتبر الفنان لطفي بوشناق من الأصوات الملتزمة التي استطاعت على امتداد ثلاثين سنة أن تنحت مسيرة فنية زاخرة بالنجاحات. ارتبط إسمه بالهوية وبالذات التونسية الأصيلة ولكنه انفتح كذلك على تعابير موسيقية متنوعة. هويتان لا يكل ولا يتعب. ويسعى جاهدا إلى أن يكون دوما في قلب الحدث.
جالسته عديد المرات واكتشف فيه الجديد دائما. وقد التقيناه لتسليط الأضواء على المرحلة القادمة من واقعه الموسيقي.
في جراب الفنان لطفي بوشناق أعمال عديدة سترى النور في المدة القليلة القادمة. هل يمكن أن تعرّفنا عليها؟
بالتأكيد. من عادتي ألاّ أتوقف أبدا عن الانتاج ومن فضل الله سبحانه وتعالى أن يلهمني دوما بالأفكار الجديدة التي أنخرط بفضلها في الواقع الموسيقي، لذلك سأقدم قريبا ثلاثة «سيديات» أهدى الأول الى الهلال الأحمر التونسي وأما الثاني فهو لجامعة كرة القدم في تونس، أما الثالث فهو للجامعة المصرية لكرة القدم وكلها تتضمن أعمالا عن الثورة.
كيف تفاعلت مع ما حصل للنادي الإفريقي في القاهرة؟
هي تصرفات لا تمت بأي صلة إلى الجمهور المصري الواعي والمثقف. الأخوة بين الشعبين أعمق وأرقى مما حدث وتبقى علاقاتنا وطيدة ولا يمكن لهذه الشوائب أن تعكر صفوها.
ما هو دور الفنان في هذا الظرف؟
قدره. أن يوحّد بين الشعوب فدورها هام جدا للتوعية.
لطفي. سال حبر كثير وتعدّدت التعليقات المنتقدة لحفل القبة الأخير؟
كل ما يمكن أن أقوله أن «الجهل مصيبة» فبعض الألسن الخبيثة أرادت أن تقدح في مسيرة لطفي بوشناق وارتكزت على انعدام الإقبال الجماهيري. ولهذه العقول البسيطة أقول إن هدفنا في الوقت الحالي ليس أن تأتي الجحافل من الناس إلى الحفلات بل غرضنا تعويدهم على الخروج للسهر والإقبال على الفضاءات الثقافية دون خوف. إننا نهدف فقط أن تدور -الماكينة-. لطفي بوشناق استطاع بمفرده أن يملأ مدارج قرطاج فلن يعجز عن ذلك في القبة إن كان الظرف غير ما نعيش.
ماذا تقول للجمهور؟
اتركوا الخوف وعودوا إلى الحياة الطبيعية.
عرفناك صاحب مواقف وغنيت عن عديد القضايا وانخرطت في أعمال إنسانية. هل تعتبر هذه التصرفات مرتبطة بفترة زمنية معينة؟
لا، الفنان الحقيقي هو ذلك الذي يحمل جملة مبادئ يطبقها على امتداد حياته وأنا شخصيا تنبّأت بحاسة المبدع بما سيقع في تونس، لذلك قدمت أغاني عديدة ذات طبيعة رمزية لم تفهم في حينها ولكن إذا تأملناها بعمق سنلاحظ ماذا استشرف على غرار «تكتيك» «غابة وحارسها ذئب» أو «غالبك غالبك».
روّج البعض أن الفنان لطفي بوشناق مدلّل وله حضوة؟
فنّي هو دلالي وموسيقاي هي حضوتي، وأتحدى كل من يقدم تسجيلا لحفل من حفلاتي نطقت خلاله باسم ابن علي أو طبّلت للتجمع أو تغنيت بالسابع من نوفمبر.
كيف تنظر إلى الواقع الفني اليوم؟
قائما على هنة كبيرة وخطيرة، فالناس «جابدة السواطر» على بعضها واختلط الحابل بالنابل ولاحظت عديد التخميرات والادّعاءات والعنتريات. المبدع الحقيقي هو صاحب الأخلاق والمواقف التي لا يتزحزح عنها قيد أنملة.
بعض الفنانين يستغيثون ويشتكون البطالة؟
المبدع الحقيقي -ما يموتش بالشرّ- فالجعايبي والجزيري والجبالي والرباعي أصيلون متجذرون ولن يرددوا أبدا. ومثل هذه التفاهات هي لغة نسمعها مع من سقط مع النظام السابق.
يقال إن بعض الفنانين كانوا يعتلون ركح قرطاج بتوصية؟
لطفي بوشناق لم يكن معنيا بذلك، لقد صنعت صورتي الناصعة في قرطاج بفضل قيمتي الفنية وإذا لم يكن لي الجديد لا أتقدم إلى أي فضاء. أنا أحترم الجمهور وأقدّر المسرح الذي أقف عليه ولقد سجلت حضوري شرقا وغربا في أعرق المهرجانات والمسارح ولا أعتقد أن ذلك كان بالتوصيات.
في خضم كل هذه الأفكار كيف يعرّف بوشناق-بوشناق؟
أنا من أبسط عباد الله.
رؤيتك للواقع السياسي الحالي؟
الأمور مازالت ضبابية وغير واضحة. أنا مع الشعب ومع من يختاره الشعب ويخدم مصلحة البلاد ويحترم تاريخنا وحضارتنا.
لو نختم هذا اللقاء معك بالمفاجأة التي أنت منكبّ على إعدادها هذه الأيام؟
أنا مسكون بهاجس البحث والتجديد والاكتشاف، لذلك سترون عملا يجمع بين الموسيقى التونسية وفن «الراب» وهو عبارة عن مشروع مشترك مع المغني «باسي» الذي تصل مبيعات اسطواناته في العالم سنويا إلى أكثر من خمس ملايين نسخة. استمع اليّ ثم دعاني إلى عمل ثنائي حول الثورة وقد بعث اليّ بالموسيقى وتكفلت بوضع الكلمات لها ويقول مطلع الأغنية:
بتونس شعب أراد الحياة
فهبّ يغرم ولبى القدر
وثار للقمة عيش كريم
ومن أجل حرية فانتصر
يزول الطغاة وتبقى الشعوب
وثورة تونس فوق العبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق